20160316_085005-aspect-ratio-x

إنتاج حليب مميّز في مشروع إدارة زراعيّة مستدام

نوريت أرغوفأرغمان وأورن هادياقسم علوم الحيوان، كّلّية الزراعة في الجامعة العبريّة.

يوفّر قطيع رمات هنديف فرصة نادرة لدراسة تأثير النظام الغذائيّ لدى الحيوانات المجترّة المنتجة، على إنتاج الحليب وتكوينه. القطيع هو مثال على مشروع إدارة زراعيّة مستدام، يعمل في نظام بيئي يعتمد على الأشجار والنباتات الشجريّة والخشنة للشجيرات مثل البطم العدسيّ. خلافًا لمشروع الرعي الذي يعتمد على المرعى العشبيّ لدى الحيوانات التي تشكّل جزءًا من صناعة الألبان في دول شمال أوروبّا وأمريكا.

חלב דיר העזים

تحتوي المراعي في منطقة رمات هنديف بالأساس على غابات البحر المتوسّط، الكثيفة الأشجار والخشنة، غنية بالبوليفينول. هذه هي الموادّ التي يمكن أن تؤدّي في تركيزات معيّنة إلى إلحاق الضرر بعمليّة هضم الغذاء عند الحيوانات المجترّة. لكنّ الماعز الحليب من السلالات المحلّيّة (مثل: الممبر والشاميّ) التي ترعى في رمات هنديف، تطوّرت بما يتلاءم مع نباتات المراعي المتوسّطيّة، بحيث أنّها تتمكّن من بناء نظامها الغذائيّ على النباتات الغنيّة بالبوليفينول دون الإضرار باستهلاك الغذاء وإنتاج الحليب. المثير للاهتمام، أنّ موادّ البوليفينول هذه ليس فقط أنّها لا تحدّ من إنتاج الحليب في هذه الماعز، بل تحسّن من كفاءة الإنتاج. وهكذا، ترعى الماعز من السلالات المحلّيّة، تنتج حليبًا غنيّ بالبروتين والدهون مقارنة بالماعز من نفس السلالة التي تبقى في الحظيرة وتحصل على علف يُستخدم لإطعام معظم قطعان الماعز لإنتاج الألبان التجاريّ في البلاد.

هذا التحسّن في كمّيّة منتجات الحليب ليس بسبب زيادة استهلاك الغذاء أو الطاقة في الغذاء. من المحتمل أن يكون هذا التحسّن بسبب تحسين وترشيد عمليّات الهضم في الجهاز الهضميّ، ولكن ليس هذا فحسب. نفترض أنّ موادّ البوليفينول، بعضها على الأقلّ، يتمّ امتصاصه في الجهاز الدمويّ، ومن هناك إلى الأنسجة المختلفة، بما في ذلك الضرع.

דיר העיזים רועה בשדה פארק הטבע

في الضرع توفّر نظام حماية من ضد الجذور الحرّة، ممّا يتيح زيادة إنتاج الطاقة. تُستخدم هذه الطاقة من قبل خلايا الضرع لزيادة إنتاج مكوّنات الحليب. بالإضافة إلى ذلك، نظام غذائيّ غنيّ بموادّ البوليفينول، وهو كما ذكرنا ما يميّز قطيع رمات هنديف، يؤدّي إلى إنتاج حليب بجود فريدة من نوعها: لقد بيّنّا في الماضي أنّ الماعز التي ترعى تنتج حليبًا غنيًّا بالمركّبات التي تؤثر بشكل إيجابيّ على صحّة الإنسان، أوّلًا وقبل كل شيء-أحماض أوميغا 3 الدهنيّة المتعدّدة غير المُشبعة. هذه هي أحماض دهنيّة غير موجودة في النظام الغذائيّ الغربيّ، واستهلاكها العالي يمكن أن يساعد في معالجة وتأخير تطوّر الأمراض الأيضيّة، مثل: تصلّب الشرايين والالتهابات المزمنة الأخرى. الأكثر أهمّيّة من التركيز المطلق للأحماض الدهنيّة من نوع أوميغا 3 هو النسبة بين الأحماض العالية الدهن غير المشبعة من نوع أوميغا 6 غير إلى الأحماض من نوع أوميغا 3. نطمح اليوم إلى الوصول إلى نسبة 1:5، والأغذية التي بالفعل تستوفي أو تتجاوز هذه النسبة تعتبر”أغذية فائقة الجودة”.

عادّة لا يتم تضمين الأغذية من الحيوان في قائمة”الأغذية فائقة الجودة” هذه، لأنّ نسبة أوميغا 6 إلى 3 فيها هي 1:10 أو أكثر. في المقابل، في حليب الماعز التي ترعى في رمات هنديف، وجدنا أن نسبة أوميغا 6 إلى 3 تصل إلى 5، وبالتالي يمكن تضمين هذا الحليب ومنتجات الألبان المنتجة منه في هذه القائمة المتميزة من “الأغذية فائقة الجودة”. هذا يعني أنّها أحد مصادر الغذاء القليلة المدرجة في قائمة “الأغذية فائقة الجودة”.

للإجمال، الإدارة الزراعيّة لرعي قطيع رمات هنديف، إلى جانب سلالات الماعز التي تطوّرت في هذا النظام البيئيّ على مدى آلاف السنين من التدجين، يتيح استغلال النباتات المحلّيّة التي تنمو بشكل طبيعيّ في منطقة الشرق الأوسط، في مناخ حارّ قليل الرواسب. يسمح هذا الخطّ من التطوّر للماعز بالاستغلال الأمثل للغطاء النباتي الذي ترعى فيه، بطريقة ترشّد عمليّة إنتاج الحليب ونوعيته الغذائيّة بالنسبة للإنسان، على حدّ سواء.

ربّما يثير اهتمامك أيضًا...

إمكانية الوصول

مسار متاح للكرسي المتنقّل

الدخول إلى حدائق الذكرى يمرّ عبر بوابة في أعلاها شعار عائلة روتشيلد (الشعار بطريقة مجسّمة موجود في كتيّب الإرشاد).
بعد المرور عبر البوابة نجد أمامنا باحة المدخل المكوّنة من خمسة أسرة ممدّدة من العشب وهي ترمز إلى أبناء مئير الخمسة: أنشيل، شلومو (سلومون)، كالمان، ناتان، وجيمس (يعقوف).

لمزيد من المعلومات >>

تناول الطعام هنا

تناول الطعام هنا
لمزيد من المعلومات >>

الاستدامة - بين الإنسان والبيئة

بستنة مستدامة

تميّزت البَستنة في القرن الماضي بتصميمِ الحدائق على مستوًى عالٍ من الصيانة، من خلال الاستعانة بتزيين النباتات وبأسس خارجية غريبة عن البيئة، إلى جانب الاستخدام المُفرِط للأسمدة والمبيدات غير الودودة للبيئة. رغم أنّ هذه الطريقة أدّت إلى نتائج فوريّة، إلا أنّ الثمن كان غاليًّا: تلوّث البيئة والمياه الجوفيّة، استنزاف خصوبة التربة، النباتات الغازية، ساعات العمل الطويلة لضبط النموّ السريع واستخدام المعدّات الميكانيكيّة على نحوٍ دائم.

لمزيد من المعلومات >>