20170313_122151-e1579188469110-aspect-ratio-x

رعي الماعز حسب إدارة زراعيّة

20160316_085005

الرعي في إسرائيل:

إنّ الرعي المنظّم في إسرائيل في الأحراش والغابات مدفوع بعاملين رئيسيّين. العامل الأوّل هو مربّو الماشية (معظمها للّحوم وقسم قليل منها للحليب) الذين يستخدمون المراعي كمصدر غذائيّ لقطعانهم. العامل الثاني هو مديرو المناطق المفتوحة (جمعيّة حماية الطبيعة، الصندوق القوميّ اليهوديّ، سلطة أراضي إسرائيل ووزارة الزراعة) الذين يستفيدون من رغبة المزارعين في استخدام المراعي من أجل الحصول على خدمات الرعي في المناطق التي يديرونها.  إنّ طبيعة العلاقة بين المزارعين المختلفين ومديري المناطق متنوّعة للغاية، وتتراوح بين التعاون الجيّد والعلاقات العدائيّة والمطاردة. ويبدو أن هناك مصلحة تكامليّة بين هذين الطرفين (المزارعين ومديري المناطق)، بل إنّ المصلحة العامّة للمزارع في الحصول على الغذاء من المراعي من جهة، ومصلحة مدير المنطقة في تنظيم الكتلة الحيوية النباتيّة من جهة أخرى، مناسبة للتعاون.  يظهر تضارب المصالح على المستوى الداخليّ لمشروع القطيع المتعدّد الاحتياجات (الماء، المأوى، التسييج، التنقّل، كسب الرزق وغيرها)، والمشروع الميدانيّ الذي له أيضًا العديد من الاحتياجات المنوّعة (ضغوط الرعي المختلفة، توقيت الرعي، حجم القطيع وغيرها).  وطالما كانت الحاجة إلى الرعي من قبل المزارع أكبر من حاجة مدير المنطقة إلى العناية بها، ستحظى المنطقة بالعناية عن طريق الرعي (مع أنّ الرعي غير المنضبط يسبّب ضررًا في كثير من الحالات).

רעייה בפארק הטבע

ومع ذلك، عندما لا تكون هناك جدوى اقتصاديّة من استخدام مناطق المراعي، لن يتحقّق الاهتمام بالمنطقة من خلال الرعي.  هذه هي “الطريقة” المستخدمة حاليًّا في إسرائيل.  تتم إدارة موضوع الرعي عن طريق حظر الرعي أو السماح به في المناطق المختلفة.

نشهد في السنوات الأخيرة توجّهًا لتشجيع إدخال القطعان إلى المراعي. ينعكس هذا التوجّه في محاولات تنظيم موضوع الرعي (“قانون المراعي الجديد”)، الاستثمار من قبل وزارة الزراعة في المراعي (من قبل هيئة الرعي التابعة لوزارة الزراعة) وحتى التشجيع الاقتصاديّ على استخدام المراعي.  تجدر الإشارة إلى أّن التشجيع مدفوع بعدد من الأهداف، بما في ذلك “منع استيلاء أطراف غير مخوّلة، حفظ على التوازن البيئيّ، حماية المناظر الطبيعية والمساهمة الاجتماعية، منع تبوير الأراضي وضمان استمرار زراعة الأراضي من قبل المزارعين النشطين” (مكتب نائب المدير العام للإنتاج والاقتصاد في وزارة الزراعة، 2009).  بالإضافة إلى ذلك، هدف قانون المراعي الجديد هو تنظيم استخدام المراعي، و “تنظيم استخدام مناطق الرعي، الحيلولة دون الإفراط في استخدامها أو إساءة استخدامها، منع

النزاعات بين المزارعين، ومكافحة السرقة الزراعيّة، الاعتداء على الممتلكات، الانتهاكات والمخالفات في المجال الزراعيّ، تعزيز إنفاذ القانون والأحكام الضريبيّة في فرع تربية الماشية والأغنام” (مشروع قانون المراعي الجديد، 2007). إنّ التشجيع الماليّ من خلال الدعم المباشر لوزارة الزراعة لاستخدام أراضي الرعي، لا يرجع في المقام الأوّل إلى الاحتياجات البيئيّة للعناية بالأراضي، أو الرغبة في الحفاظ على رعي الماشية. يمكن تعريف هذا الوضع على أنّه “رعي في المناطق المفتوحة”، وليس على أنّه “رعي المزارع” أو “الرعي الخاضع للرقابة” لغرض العناية أو الحفاظ على الصفات البيئية للمناطق المفتوحة أو الحفاظ عليها.

2 (2)

الرعي في رمات هنديف:

يٌدار متنزّه الطبيعة في رمات هنديف من خلال استخدام أدوات الإدارة الزراعيّة المتقدّمة. تهدف إدارة المتنزّه إلى تحقيق أهداف، مثل: الترفيه والاستجمام، الحماية من الحرائق وإثراء التنوّع البيولوجيّ والمناظر الطبيعيّة.  يشكّل الرعي في المتنزّه أداة للحدّ من خطر الحريق في المناطق المفتوحة والحفاظ على تنوّع الموائل والتنوّع البيولوجيّ. في حين توفر منطقة المتنزّه الطبيعيّ مرعًى مغذّيًا للحيوانات، فإنّ كمّيّة النباتات التي ستصبح في وقت لاحق من الموسم مادّة وقود جافّة، تقلّ نتيجة للرعي. عند فرض قيود على الرعي أو استخدام وسائل بديلة لإزالة النباتات الجافّة، تتراكم موادّ الوقود، مثل العشب الجافّ، في المنطقة وتشكّل مادّة الاشتعال للحريق القادم. بالإضافة إلى الحدّ من خطر الحريق، يساهم الرعي أيضًا في الحفاظ على تنوّع المناظر الطبيعيّة المميّزة للمنطقة، من خلال خلق فسيفساء من البقع مع وبدون الرعي.

قطيع الماعز في رمات هنديف:

يخرج قطيع الماعز في رمات هنديف إلى المتنزّه كلّ يوم وفقًا لبرنامج رعي محدّد سلفًا. يهدف البرنامج إلى تلبية احتياجات المتنزّه من حيث إدارته الجارية. تجري الرقابة على نشاط الرعي وإزالة النباتات عن طريق المتابعة اليوميّة باستخدام جهاز GPS المرفق بالقطيع

وتتبّع موقعه أثناء الرعي. في المقابل، يتمّ تحليل التغيير في بنية النبات في الأماكن التي تمّ فيها الرعي. يجري فحص البرنامج كلّ بضع سنوات وتحديثه وفقًا للتغيّرات في المنطقة واحتياجات المتنزّه. يرافق نشاط الرعي برنامج رقابة يتيح تنفيذ طريقة “الإدارة الزراعيّة التكيّفيّة” التي تتمّ فيها مراجعة كلّ إجراء يتمّ اتخاذه على مدار فترة زمنيّة، ويمكن تغييره وفقًا للظروف الميدانيّة. بالإضافة إلى خدمات الرعي التي يقدّمها القطيع، ينتج القطيع حوالي 80,000 لتر من الحليب سنويًّا تستخدم لإنتاج الزبادي عالي الجودة والصحّيّ.

خريطة مناطق رعي الماعز في رمات هنديف، 2007-2014

 

ربّما يثير اهتمامك أيضًا...

إمكانية الوصول

كرسي متحرّك مصمّم للتنزّه في بارك الطبيعة

تحتوي منطقة البارك الجميلة في رمات هنديف على مسارات رائعة للتنزّه.

لمزيد من المعلومات >>

تناول الطعام هنا

تناول الطعام هنا - الكشك
لمزيد من المعلومات >>

الاستدامة - بين الإنسان والبيئة

بستنة مستدامة

تميّزت البَستنة في القرن الماضي بتصميمِ الحدائق على مستوًى عالٍ من الصيانة، من خلال الاستعانة بتزيين النباتات وبأسس خارجية غريبة عن البيئة، إلى جانب الاستخدام المُفرِط للأسمدة والمبيدات غير الودودة للبيئة. رغم أنّ هذه الطريقة أدّت إلى نتائج فوريّة، إلا أنّ الثمن كان غاليًّا: تلوّث البيئة والمياه الجوفيّة، استنزاف خصوبة التربة، النباتات الغازية، ساعات العمل الطويلة لضبط النموّ السريع واستخدام المعدّات الميكانيكيّة على نحوٍ دائم.

لمزيد من المعلومات >>