عالم الحيوان

في رمات هنديف هناك عالم غنيّ ومتنوّع، يعكس موقع إسرائيل المُميّز في نقطة الالتقاء بين ثلاث قارّات. بالإضافة إلى جهود إرجاع الأنواع المختلفة وإنعاشها، يمكننا أن نجد في الحديقة مجموعات من النّموس، والغُرَيرات، والخنازير البرّيّة والغزلان الكرمليّة (والتي شوهدت في المرّة الأخيرة في بداية القرن العشرين) والأيل. إرتفع عدد الشّياهم في العقد الأخير، وذلك بعد حملة لإنعاش مجموعة الشياهم في أعقاب الصّيد غير القانونيّ الذي جرى في النّصف الثّاني من تسعينات القرن الماضي، والذي كاد يؤدّي إلى انقراض هذا النّوع في المنطقة. منذ ذلك الوقت، توقّف الصّيد غير القانونيّ كلّيًّا، تقريبًا، وذلك بواسطة التّوعية وتحسين الرّقابة.
في الحديقة ستّة أنواع من الثّديّيات المُفترسة وعدد كبير من الطّيور الجارحة الصّباحيّة واللّيليّة (هناك خمسة طيور من كلّ مجموعة عشّشت في الحديقة). تُشكّل حديقة رمات هنديف واحة في الصّحراء بالنّسبة للحيوانات المُهدّدة، وتسهل مشاهدة الحيوانات البرّيّة هناك، حتّى تلك التي تصعب مشاهدتها في أماكن أخرى في البلاد.
إنّ الموقع المميّز لرمات هنديف يُتيح للطّيور المُهاجرة الكبيرة أن تستخدمها أيضًا كمنطقة انتقاليّة (jump zone). هذه ظاهرة مثيرة بشكل خاصّ في فترة الهجرة الخريفيّة، كون الحديقة هي مكان الرّاحة الأخير الذي يمكن للطّيور فيه أن تستمتع بالحرارة الجيّدة قبل وصولها إلى شبه جزيرة سيناء. بالنّتيجة، فإنّ آلاف الطّيور تعبر سماء الحديقة كلّ سنة. في الحديقة تنوّع غنيّ من الحيوانات: 31 نوعًا من الثّدييات، 43 نوعًا من الطّيور، 30 نوعًا من الزّواحف، 3 أنواع من البرمائيّات، 12 نوعًا من الحلزونيّات، 47 نوعًا من الفراشات و115 نوعًا من العناكب التي تمّ تمييزها حتّى الآن.
رمات هنديف مُهدّدة أكثر فأكثر بسبب توسّع المجمعات السّكنيّة المجاورة، وتوسّع البنى التّحتيّة التي تُهدّد بقطع الدّهاليز البيئيّة الموجودة التي تربط بين الحديقة وبيئتها الطّبيعيّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه العمليّات تؤدّي إلى صدامات مباشرة بين الحيوانات وبني البشر، وينعكس ذلك في أضرار الزّراعة أو في دخول الحيوانات البّرّيّة إلى الحيّز المدنيّ. نقوم نحن بمراقبة مجموعات بعض الأنواع المُهمّة ونهدف إلى إيجاد حلول لمثل هذه الصّدامات وتطبيقها.
بيل وودلي